حول مكتبة اقرأ
لماذا أسست مكتبة اقرأ؟
خلال نشأتي في أمريكا، كان التعليم العربي أو الإسلامي شبه معدوم. كانت الكتب العربية نادرة، والمدارس الإسلامية نادرة. مثلي مثل الكثيرين، لم أحظَ بفرصة تعلم اللغة العربية في شبابي. لكن الشوق كان حاضرًا دائمًا - شوق عميق وهادئ لفهم لغة القرآن.
أتذكر بوضوح استماعي لسورة الكهف تُتلى يوم الجمعة، متمنيًا لو أستطيع قراءتها بفهم، لا مجرد سماعها. لم تفارقني تلك الرغبة في التواصل مع كلام الله في صورته الأصلية.
بعد سنوات، وبعد أن ربّيتُ عائلةً كبيرةً وكرّستُ نفسي للآخرين، خصصتُ أخيرًا لحظةً لنفسي. التحقتُ بفصولٍ لتجويد القرآن الكريم، وللمرة الأولى، بدأتُ أقرأ - لا أكتفي بتلاوة - كلماتٍ كنتُ أشعرُ سابقًا أنها بعيدة المنال. أشعلت تلك الرحلة شغفًا كان يسكنني منذ البداية.
لم يكن الأمر متعلقًا باللغة فقط، بل كان يتعلق القدرة على التواصل مع القرآن الكريم، وفهم عباداتنا، وتعليم أطفالنا ما لم نتلقاه قط - هذا ما يغذي مكتبة اقرأ.
اقرأ ليس مجرد متجر، بل رسالة: توفير أدوات تعلم اللغة العربية للجميع، في أي مكان في العالم. سواء كنتَ ولي أمر، أو طالبًا، أو معلمًا، أو شخصًا بدأ الدراسة متأخرًا مثلي، فأنتَ تستحق الموارد اللازمة لتعلم أجمل وأقدس لغة على وجه الأرض، ليس فقط في الدنيا، بل في الآخرة أيضًا.
اللغة العربية أكثر من مجرد مفردات. بالنسبة لي، أصبحت سبيلي لفهم ديني، وإثراء قلبي، والارتقاء بعبادتي. "اقرأ" موجودة كي لا يضطر أحد، صغيرًا كان أم كبيرًا، إلى... أصبح غير قادر على قراءة وفهم الكلمات الأكثر أهمية، كما كنت في السابق.
مع الإخلاص والهدف،
ريما ناصر
مؤسس مكتبة اقرأ